-A +A
خالد السليمان
توعد «المرور» النساء اللاتي يقدن السيارات قبل يوم الأحد القادم العاشر من شوال بعقوبة المادة 77 من نظام المرور، التي تعاقب من يقود دون رخصة قيادة بغرامة تصل إلى 900 ريال، لكن الحقيقة أن المادة تجد نفسها في مأزق أن بعض من يقدن قبل هذا التاريخ يحملن بالفعل رخص قيادة صادرة عن المرور، كما أن نظام المرور لا ينص على عقاب المرأة التي تقود سيارتها قبل العاشر من شهر شوال !

في الحقيقة لا أهمية للتوعد، فالموعد قريب، كما أن رجال المرور لا يترصدون النساء اللواتي يقدن قبل الموعد المحدد، ربما لأن لديهم مهمات أكثر أهمية، أو لأنهم لا يجدون في الأمر ما يستحق تكريس الطاقة، فلو كان المرور جاداً في تطبيق النظام لما تجرأت امرأة واحدة على قيادة السيارة في الشوارع !


وقد شهد أحد أقاربي قبل أيام حادثة تصادم بين سائقتين في أحد شوارع الرياض، وعلق متندراً على كيفية تعامل المرور و«نجم» مع الحادثة، التي قد تدخل التاريخ كأول حادثة مرور بين سائقتين في السعودية، أما قريبي الآخر فقد فوجئ أثناء توقف سيارته في أحد المواقف بسائقة «تشطف» جانب سيارته ليندب الاثنان حظهما العاثر، بينما فوجئت أنا شخصياً بفتاة تركن سيارتها بكل احترافية بجوار سيارتي عند أحد المتاجر، وتنزل بكل زهو وهي توزع نظراتها بكل اتجاه كما لو أنها قادت مكوكاً فضائياً !

الأكيد أن الأشهر الأولى لقيادة المرأة ستشهد الكثير من الحكايات والقصص، منها الطريف ومنها المؤلم، فقيادة السيارة ليست ترفيهاً والسيارة ليست لعبة، بل قطع من الحديد تتعلق بها حياة الأرواح وسلامة الأجساد، ولا مناص من التشديد على تأهيل السائقات الإناث، فشوارعنا تعاني أصلاً من عدم أهلية الكثير من السائقين الذكور !